التشخيص المبكر عن طريق الذكاء الاصطناعي يُعطي الأمل لمرضى باركنسون
- Mazen Alnafouri
- AI
يُعد مرض باركنسون من الأمراض القليلة التي لم يتوصل العلم إلى علاجٍ لها بعد، لكن الكشف المبكر عن المرض والبدء بالعلاج في مراحله المتقدمة يخفف من وطأة المرض ويساعد المصابين على تخطي أعراضه المزعجة. رغم ذلك فإن قلة من المرضى نسبتهم لا تتخطى 10% يُشخصون قبل الخمسين من عمرهم ممّا يسمح لهم بعيش حياةٍ صحية بعيدةً عن أعراض المرض التي تمنعهم من ممارسة حياتهم طبيعيًا. بينما يعاني البقية من الأعراض.
أمل جديد
استطاع باحثون من جامعة لندن بالتعاون مع مشفى مورفيلدز المتخصصة بطب العيون التوصل إلى حلٍ بمساعدة الذكاء الاصطناعي قد يكون حلًا مثاليًا لمشكلة الكشف المبكر عن داء باركنسون.
يشير البحث إلى أن علامات مرض باركنسون تظهر عبر تحليل مسح شبكية العين ثلاثي الأبعاد، عن طريق الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه تحديد هذه العلامات وعزلها للمساعدة على تشخيص المرض أسرع بسبع سنوات من طرق التشخيص التقليدية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يساعد فيها مسح شبكية العين ثلاثي الأبعاد في الكشف المبكر عن أمراض عصبية، إذ ساعد سابقًا على تحديد علامات أمراض عصبية مثل ألزهايمر والفُصام والتصلب اللويحي. لذلك يُعتمد على المسح بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات التشخيص وتحسين كافة الجوانب الصحية.
حلٌّ أفضل وأسرع
أصبح بالإمكان اليوم وضع مسح شبكية العين ثلاثي الأبعاد في المقدمة بين أدوات تشخيص الأمراض العصبية وخاصة داء باركنسون، إذا لا يتفوق مسح الشبكية على التصوير التقليدي للدماغ بالنتائج الدقيقة فحسب بل هو أقل تكلفة وأسرع. إذ يستطيع مسح الشبكية الكشف عن الشذوذ داخل طبقات الخلايا المختلفة.
لم يكن التطور في هذه الدراسة على مستوى المسح فحسب، بل تطوير برنامج ذكاء اصطناعي يقوم بتحليل هذه المسحات والصور بعد تدريبه على مجموعة بيانات واسعة.
إذ فحص الذكاء الاصطناعي أكثر من مليون ونصف مليون مسحٍ شبكي ثلاثي الأبعاد وأكثر من ستة ملايين صورة شبكية بعد تحليل بيانات أكثر من 85000 مريض في البنك البيولوجي في المملكة المتحدة. كل هذا التدريب كشف عن علامات مرض باركنسون المبكرة في شبكية العين.
هذه التقنية الحديثة لن تساعد في الكشف عن باركنسون فحسب بل تتعدى ذلك الطموح للكشف عن عدد كبير من الأمراض الأخرى. وبإتاحة المزيد من البيانات أمام طريق تدريب الذكاء الاصطناعي فذلك يَعد بطريقة كشف مُبكرة سريعة وآمنة ودقيقة.
في الختام
تُعد هذه الدراسة خطوةً هامّة في سبيل التشخيص المبكر لمرض باركنسون عبر استغلال مقدرات الذكاء الاصطناعي وجمعها مع البيانات المتعددة من صور مسح شبكية العين ثلاثية الأبعاد.
رغم ثورية هذا الإنجاز ولكنه مجرد بدايةٍ موفقة لما قد يحققه التشخيص الطبي المبكر بدعم الذكاء الاصطناعي أو كما يجب تسميته "التشخيص الطبي الذكي".